إعتراف
أحيانًا أجلس مع نفسي في لحظة صمتٍ طويلة وأتأمل قلبي… هذا الكائن الصغير الذي يسكن صدري ويكبر معي ، يتألم معي ، ويشفى معي ، ويظل رغم كل شيء ليِّنًا ، هيناً ، لم تقوَ الأيام على جعله قاسياً ، ولم تدرّبه الخيبات على التجمد..
وأعترف… أحب هذا القلب..
أحب لينه ، رقته ، تلك الاستجابة العفوية التي تجعله يحنّ حتى لمن آذوه ، ويخشى حتى على من خذلوه ، ويظل يدعو بالسلام حتى لمن تركوا فيه جراحًا عميقة..
ليس غرور ، بل هو شكر..
شكر لله واعترافٌ خالص بأن هذا اللين نعمةٌ أُنزِلت عليّ لأُذكَّر أن الرحمة بابٌ واسع لا يُغلق ، وأن القلب إذا امتلأ نورًا لا يستطيع الظلام أن يسكنه مهما حاول..
ومع مرور الوقت أدركت شيئًا مهمًا..
أن التعامل مع قساة القلوب ، ورؤية أثر القسوة على الأرواح ، يجعلني أقدّر نعمة الرقة أكثر فأكثر..
حين أرى شخصًا لا يبالي بمشاعر غيره ، أو يجرح بلسانه بلا حساب ، أو يقسو دون سبب ، أعود إلى نفسي وأقول الحمد لله أن من علي بقلبٍ لا يعرف أن يؤذي..
الحمد لله على لسانٍ لا يجرح..
الحمد لله على روحٍ مهما تألّمت لا تمنح الألم لغيرها..
ديما الخالد

تعليقات
إرسال تعليق