عفواً مُحَمْد
عفواً محمد جاء يوم مولدك
والعرب أضحت هباء شتات
الغرب بات يغزو معاقل ديننا
ونحن كالأنعامِ والأغنامِ نساق
عفواً محمد فالحجاج زعيمُنا
وبسيفهِ البتار يحصُد الأعناق
فكيف أقدم لك هدية بعيدك..؟!
والقتل والتنكيل والدم يراق
عفواً نبينا إني منك خجول
فالقتل والتذبيح يملأ الآفاق
هنا بالكنانة وبالعراق وباليمن
الكل بأسلحة الدمار يساق
تلك رايات صُفر تقلع زرعنا
كذا الرايات السود تبغ الانشقاق
عصبوا العيون ومزَقوا أشلائنا
وأصبح لا عهد لهم ولا ميثاق
عفواً محمد جاء يوم مولدك
والدمع أنهار يملأ الأحداق
فالدين قد أصبح غريب بأرضنا
فماذا اُقَدم لك غير الحب والأشواق؟!
جئت كنور الصبح كي تهد الورى
من ظلماتِ الشركِ والإغواء
بغار حراء نَزَلَ الآمين مبشراً
فقال اقرأ..وانهض لتحمل الأعباء
حِملٌ تنوء منه الجبال لثقلهِ
ويُزلزل الأرض وانشقت السماء
قاومتَ وحدك كل أشكال الطغاة
لم يصب منك الجهد أو نالك الإعياء
ماتت خديجة بشعاب طالب محاصرةً
ومات عمك بعام حزنكِ فكانت الإسراء
كيف استطعت أن تآلف بين أوس وخزرج؟!
وقاومت أشكال العدا ..فأحبك الأعداء
نعم جهلت القراءة والكتابة وإنما
أذا تحدثت كنت أفصح الخطباء
بورك ثرى مشيت يوماً فوقه
وغار ثور بورك أيضاً وغار حراء
عفواً ضللنا وضاع منا دربنا
وأصبح الإسلام كالضيف الغريب
طوبى محمد لك بكل منزل
حبك محمد فاق كل حبيب
زعموا بأنك يا محمد ساحراً
وقولهم بك يامحمد كله أعاجيب
قالوا بأنك قد تزوجت النساء شهوة
فهل في الزواج أبداً ما يعيب؟!
كل النساء تزوجتهن أرامل
إلا عائشة أبنة أعز حبيب
زعموا بأنك جئت تشهر سيفك
وأنتشر الإسلام بالقتل والترهيب
فأنظر إلى مصر وماليزيا ما لهم
دخل الإسلام بالسلام فلا تعقيب
زعموا بأنك قد أصغت بيانه
عجباً..
فكيف للمريض أن يكون طبيب؟!
جهل القراءة والكتابة بصغرهِ
فكيف تأتون بالبهتانِ والتلفيق؟!
عفواً محمد إن أطلت بذكرك
فالقلب لا يذكر إلا كل حبيب
شعر/ محمد توفيق
تعليقات
إرسال تعليق