القائمة الرئيسية

الصفحات

صــونـــي لحـاظـــك شـعـر سعـيـد تـايــه

شـعـر سعـيـد تـايــه



صــونـــي لحـاظـــك

( البحر البسيط )
صُـونِـي لِحَاظِــكِ عَنِّـي إنَّنِـي بَشَــرُ
قلْبِي رَهـيـفٌ وَأخشَـى رَمْيَـةَ النَّظَـرِ

وَنُـورُ وَجْهِـكِ يُصْبِيـني وَيَأْسِـرُنِــي
أغلى الجَواهِـرِ ما أُعطيـتِ والــدُّرَرِ

ثَـارَ الغَـرامُ بِقَـلْبِي فانْتَشَى طَـرَبـــاً
يُـومِي إلَيْـكِ بِشَـوْقِ السَّمْعِ والبّصَرِ

وَقَد عَـنَا لَكِ مِـنْ وَجْــدٍ وَمِـنْ حُـرَقٍ
يَـا رَبَّةَ الحُسْنِ فيهَـا حِـلْـيَــةُ القَـمَـرِ

وَالـوَجْــدُ يَسْكُنُــهُ وَلا يَضِـــنُّ بِــــهِ
عَـلى الَّـتِي بَـرِقَـتْ كالأنْجُــمِ الزُّهِــرِ

وَقَــدْ أصَـاخَ إلى نَجْــواكِ مُفْـتَـتـِنَــاً
وَلا يُفَـكِّـــرُ إلاَّ فـيــكِ يَــا قَمَــري

شُغِلْــتُ فـيــكِ وَفيمَــا يُسْتّلّـــذُ بِـــهِ
مِــنَ المَحَـبَّـــةِ والتِّـرْيَــاقِ والثَّـمَـــرِ

أراكِ شُعْلَــةَ نُـــورٍ يُسْتَضَــاءُ بِهَـــا
نَجْــلاءَ عَـيْــنٍ بِـوَجْــهٍ سَـاحِــرٍ نَضِـرِ

رُمُــوشُ عَـيْـنِــكِ أسْيَـافٌ مُهَـنَّــدَةٌ
إذا رُميـــتُ بِهَـا قــدْ بِــتُّ فــي سُـعُــرِ

يَـزيـنُ وَجْهَــكِ وَرْدٌ نـاضِــرٌ عَـبِــقٌ
أمَّـا الجَبِـيــنُ فَمَطْبُـــوعٌ عَـلَـى الخَفَــرِ

وَفيـكِ طَـبْــعٌ مِـنَ الإيثــارِ يُفْـرِحُنِـي
وَمَـا سِـواك أرى أقضي بِــهِ وَطَـرِي

نقَشتُ رسمَك في روحي وَفي كَبِدِي
فَأنْتِ في القلبِ مثل النقش في الحجَـر

إنِّـي أُحِـبّــُكَ لا تَـدْريـنَ عـاطِفَـتِـي
تَنْسَــابُ نَحْــوَكِ مثــل السَّيْـلِ والنَهـــرِ

فيَـا نَسيـمَ صَبـاحِ الفَـجْـرِ هـل أحَــدٌ
إلاّكَ يَنْقُـــلُ للأحبـــابِ عــنْ خَـبَــــرِي

أنِّـي عَشيقٌ لِـذات الحُسْنِ أحْضُنُهَـا
بِجْفْــنِ عَـيْنــي وَأحْميـهَـــا مِـنَ الكَـــدَرِ

فيهَــا مَحاسِـنُ لا تُحصى عَجَـائِبُهَـا
قــد قيــل فيهـا كَمَا قَـدْ قيـلَ قـي الـوَتَــرِ

أشيَاءُ فيهَـا مِـنَ الوِجدانِ تُـرْشِدُنِي
لِـمَـنْ هَـويــتً مَـعَ الأنسَامِ فـي السَّحَـرِ

فـهْـيَ الَّـتِي سَكَنْتْ قـلْـبِي وَجانِحَتي
وَهـيَ الَّـتي خُـطَّ لي مَـا خـطَّـهُ قَـــدَرِي

قـدْ كُنْـتُ أحْلُــمُ أنْ أحظَـى بِـفَـاتِنَــةٍ
والحلمُ رَاوَدَني مُـذْ كُـنْــتُ فـي صِـغَـرِي

وَقــد تَحَقَّــقَ حُلمي بَعْدَمَــا وَفَـــدَت
فـي ثَـوْبِ عَـاشِـقَـةٍ فـي بُـرْدهـا العَـطِـرِ

حَـيَيْتُهَــــا فَــإذا قلْبِـي يُخَـاطِبُهَـــا
أنْـــتِ الشِّفَـــاءُ لِقَلْـبٍ فـيـــكِ مُحْتَـضِــرِ

هَـشَتْ وَبَشَتْ بِثَغْـــرٍ بَـاسِــمٍ ألِــقٍ
يُـوحِــي بَـأنَّ بِـــــهِ مُسْتَعْــــذَبَ الثَـمَـِــرِ

قـالَـتْ أَتَـيْـتُــكَ أشْوَاقـي تُسَـابِقُنِي
فَـأنْـتَ عِـنْـدِيَ أغْـلى النَّـاسِ في نَظَـرِي

الكاعِــبُ الرُّودُ أهـواهـا لِرَوْعَتِهَـا
وَلَيْــسَ لــي غَـيْـــرُهَـا يَقْـتَـفِـي أثَــــرِي

راحَــتْ تُتَابِـعُ أخْبَــارِي بِـلا مَـلَـلٍ
وَلَيْـسَ تَغْـفُـلُ عَـنِّـي فـي دُجَـى سَـفَـرِي

يَهُمُّهَـا أمْـرُ تَجْوالِـي وَعَـنْ كَثَـبٍ
يُسْتَعْـذَبُ الشَّـوْقُ بَـيْـنَ السَّمْعِ والبّصَـرِ

جـرَّ النًّسِـيـمُ عَـلَى أذْيَـالِهَـا حُـللاً
مِــنَ الحَــلاَوَةِ فــي رِقَّــــةِ السَّحَـــــرِ

شكَـرْتُ رَبِّـي عَـلَى إسْبَاغِـهِ نِعَمَـاً أُسْــدَت
إلَــيَّ بِـوَقْــعٍ بَـالِـــغِ الأَثَــــر

فَـقـد بَلَغْـتُ أماني العُمْرِ مُعْتَصِمَـا
كَمَــا حَظِـيتُ بِمَـنْ أهْــوَى عَـلَـى قَــــدَرِ


تعليقات

التنقل السريع