القائمة الرئيسية

الصفحات

منبر السعادة الكاتبة بلغول سارة

 




منبر السعادة

كنت تلميذة في مدرسة الحياة لا تفقه من علمه شيئا، مشتة التفكير،مختلة التوازن لعبت بي تيارات يمنة ويسارا،لاتعرف نفسي طريقا للوئام ، زاهدة روحي في حب الدنيا ،مستسلمة لمستوطنات جائرة من الآلام والآهات غرست أنيابها في كل ضلوعي، فسرى سمها  في جوارحي دون تأشيرة سفر،كنت فتاة بلا أمل ولا أحلام ، كرهت ذاتي ،وآمنت بسلطة القدر بكل فؤادي، حتى قابلت يوما كتابا كان يطل علي من بعيد،كأنه يقول لي أقبلي يا أختاه فلعلي أكون سببا في إغماد سيف اليأس ، لاتخافي فليس بي ما يخيف أقبلي أقلبي ، فتحركت قدماي صوبه وكلي عطش في إماطة اللثام عن وجهه ، فكيف لجماد كل هذه الثقة التي أفتقدها وأحسبني أكرم الوجود ، استعنت بسلم لقصر قامتي ، وأخذت أقلب صفاحاته وأنا لا أزال على السلم حتى كدت أن أسقط ، نزلت فتذكرت جدتي وهي تقرأ كتابا يشبهه ، ولكنها كانت تتوضأ قبل أن تلمسه، فأرشدتني مخيلتي كيف أفعل ذلك ، ثم نفضت عنه الغبار، وأكملت في تقليب صفحاته حتى وقعت عيناي على"لاتيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"،وما إن انتهيت من ترديد هاته الكلمات القليلة ، عميقة المعنى على قلبي الجاهل لوجود ما هو أحلى وأعذب ما كانت تلتقطه أذناي بين الفنية والأخرى ، والتي سرعان ما يتبخر شذاها ،إستيقظ وجداني وأحسست بقشعريرة تمشي في أنحاء جسدي بهوادة ، فأدركت بأن للحياة قيمة صحية ، وأصبح رفيق دربي ، كيف لا وهو من انتشلني من وحل القنوط ،وأغدق علي السكينة والراحة،فاستنشقت رئتايا أوكسجين الإيمان بعدما كنت في عداد الموتى روحياً وما أقساه من موت ، وضاق بي العالم بمارحب ، فحمدا لرب منح لعباده كتابا أنار طريق أمثالي ، واهباً لهم فرصة أبسط مايقال عنها أنها من ذهب لإحياء مبادىء وقناعات طال أمد سباتها والتي بنهوضها ، تفتح كل أبواب السعادة .

الكاتبة بلغول سارة

تعليقات

التنقل السريع