منبر السعادة
كنت تلميذة في مدرسة الحياة لا تفقه من علمه شيئا، مشتة التفكير،مختلة التوازن لعبت بي تيارات يمنة ويسارا،لاتعرف نفسي طريقا للوئام ، زاهدة روحي في حب الدنيا ،مستسلمة لمستوطنات جائرة من الآلام والآهات غرست أنيابها في كل ضلوعي، فسرى سمها في جوارحي دون تأشيرة سفر،كنت فتاة بلا أمل ولا أحلام ، كرهت ذاتي ،وآمنت بسلطة القدر بكل فؤادي، حتى قابلت يوما كتابا كان يطل علي من بعيد،كأنه يقول لي أقبلي يا أختاه فلعلي أكون سببا في إغماد سيف اليأس ، لاتخافي فليس بي ما يخيف أقبلي أقلبي ، فتحركت قدماي صوبه وكلي عطش في إماطة اللثام عن وجهه ، فكيف لجماد كل هذه الثقة التي أفتقدها وأحسبني أكرم الوجود ، استعنت بسلم لقصر قامتي ، وأخذت أقلب صفاحاته وأنا لا أزال على السلم حتى كدت أن أسقط ، نزلت فتذكرت جدتي وهي تقرأ كتابا يشبهه ، ولكنها كانت تتوضأ قبل أن تلمسه، فأرشدتني مخيلتي كيف أفعل ذلك ، ثم نفضت عنه الغبار، وأكملت في تقليب صفحاته حتى وقعت عيناي على"لاتيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"،وما إن انتهيت من ترديد هاته الكلمات القليلة ، عميقة المعنى على قلبي الجاهل لوجود ما هو أحلى وأعذب ما كانت تلتقطه أذناي بين الفنية والأخرى ، والتي سرعان ما يتبخر شذاها ،إستيقظ وجداني وأحسست بقشعريرة تمشي في أنحاء جسدي بهوادة ، فأدركت بأن للحياة قيمة صحية ، وأصبح رفيق دربي ، كيف لا وهو من انتشلني من وحل القنوط ،وأغدق علي السكينة والراحة،فاستنشقت رئتايا أوكسجين الإيمان بعدما كنت في عداد الموتى روحياً وما أقساه من موت ، وضاق بي العالم بمارحب ، فحمدا لرب منح لعباده كتابا أنار طريق أمثالي ، واهباً لهم فرصة أبسط مايقال عنها أنها من ذهب لإحياء مبادىء وقناعات طال أمد سباتها والتي بنهوضها ، تفتح كل أبواب السعادة .
الكاتبة بلغول سارة
تعليقات
إرسال تعليق