الحافلة
كنت أود تدوين رسالة ما إلى من فقدته
ولكني وجدت حينها بأنني قد فقدت الجميع.
فلمن سأكتُب؟ ومن سأتذكر؟ ومن سأنسى؟
فلقد كانت حياتي أشبه بالحافلة
الكل يدلفها ويهجرها وقتما يشاء
حتى باتت تلك الحافلة كالصحراء
يسودها اليباب
بينماالقلب يُسحق بالروح بواسطةالرحى
فتأخُذالرياح فتاتهم وتنثُرها
بين أجداث جحافل من هجروها.
فلعلهم يبصروا ما تم صنعه بأيديهم،
وهذا إن أبصروا غير جوى أنفُسهم الواعر.
بينما إسهابنا في مشاعرنا وعطاؤنا المفرط
لهم لم يكن سوى مجرد أضغاث ضئيلة
بين أيديهم وهذا إن وجدت
فهل للطلول تأثير على ملئ المحيط؟
أو لنقطة عسل بوسط نهرٍ مالحٍ؟
بالطبع لا.
ولكني حقًا أمتن لكم
لأنكم كنتم دروسًا توقظني
بصفعاتها المتتالية حينما أتذكرها
لكي لا أقع بنفس الطريق مرةً أخرى
وأن أغلق تلك الحافلة إلى الأبد.
فلقد نضبت من داخلها الزهور
ونبت بدلًا منها الأشواك، لذا
فاحرصوا على أن تأتوني يومًا
نادمين دون نعالكم.
تعليقات
إرسال تعليق