القائمة الرئيسية

الصفحات

أيبكي الفولاذ الكاتبة سامية علي




أيبكي الفولاذ الجزء 1

عنيف الطباع ، قاسي القلب ، صارم يمتلك شركة تجارية ،طويل القامة أسمر البشره ، وجهه وسيم ، يملك شعراً أسوداً ناعماً ، يذهب صباحاً للعمل ولم يتغيب قط . دوماً ينتظر أن يخطئ أحد بعمله ليعنفه ويقسوعليه . وفي يوم جاءت زمردة متأخرة عن العمل ساعة كاملة . كالعادة تم خصم أربعة أيام من مرتبها. ولم تتصدى لقراراته الظالمة . وحين أنهت عملها. تمتمت ببعض كلمات يكاد فقط أذناها من أن تسمعها وهي .أظن سيكفي لا بأس . المفاجأه أن السيد حسن قد سمعها. ولكن لم يظهر لها أي أهمية وكأنه لم يمر بجانبها . بعد مغادرتها المكتب . أطفأ الأنوار وجلس علي كرسيه . ويتساءل ما سر تلك الجملة ؟ غلبه النعاس . وجاء الصباح وقد أيقظته زمردة . لم يفتح عينيه بل أعجبه رنات صوتها كعزف الكناريا ، أكتفي بالإبتسام وحلم بها زمردة فتاة جميلة حسناء الوجه ذات شعر أصفر ناعم وعينين خضراوين وجسد متناسق ، بحث بحلمه بطريقه ليلامس خديها الزمردتين . وفجأه فتح عينه ناظراً إليها ياأنت : ما هذا الذي علي وجهك ؟
تعجبت ! ماذا سيدي؟! ها هو أقتربي بسرعة متناهية أمسك وردة من زهرية مكتبه وبلطف وضعها بين خصلات شعرها وكطيف مر من جانبها تهامس طفلتي المدللة . وبعدها ترك المكتب خجلا . فالأول مرة يلفظ تلك الكلمات ودار بمخيلته حوار بينه وبين ذاته كيف للفولاذ أن يحب . وتذكر سبب تسميته بذلك اللقب . وهو ينظر لمرآة داخل دورة المياه بالشركة . وكيف كان والده قاسي الطبع وكيف إنطبع عليه هو أيضا . نشأ حسن بقرية من قرى الصعيد ووالده كان عمدة تلك البلدة ، وفي إحدى المرات كان ذاهباً إلى بيت جده مع والدته وجد والده أحمد يجلد فلاحا كان يزرع أرضهم . بسرعة قاطعته والدته السيدة حسنية . فألقاها أرضاً وبدأ يجلدها هي الأخري . لم تتحمل أهانتهُ لها . فلم تمر سوى أيام وفارقت الحياة . وقبل موتها . نادت إبنها حسن وأمسكت كف يده الصغير الناعم . وبصوت مجروح قالت يا ولدي لا تكن قاسياً إبقَّ كما أنت محبا للآخرين . ماهي القسوه سوى نبتة عاقرة يمر بها الزمان وتظل ساحتها كصحراء جرداء . بكى حسن وإحتضن أمهُ وقتها قائلا : ياأمي أتريدينني أن أموت مثلك . وتركها سريعا ذاهبا إلى شجرة بحديقة منزله . أبي قتل أمي بل طيبة قلبها من قتلتها ، وظل يردد تلك الكلمات إلى أن وجده والد ه. إرتجف خوفاً ووقف ، وحينما إقترب منه ومن شدة الخوف تبلل سرواله. وفقد الوعي . مكث حسن بالمشفى عاماً كاملاً . وبعد خروجه تذكر ما حدث وكأنه كان بالأمس ، ونظر للحياة وكأنه هو السيد ومن يقبعون علي ساحته العبيد. وردد بقوة يكاد يضعون أيديهم علي آذانهم أنا الفولاذ . ما الذي أفعله لما تذكرت تلك الاشياء ؟ لأذهب إلى المكتب وأعنفها بدخولها مكتبي دون استئذان . مهرولاً باتجاهها فتح باب مكتبها . أنتِ لما دخلتي مكتبي بلا استئذان ؟ 
سيدي أنا . لم تكمل كلماتها . وإذا به يصفعها علي خدها . فقط نظر إليها ويده ترتعش ، ويحدث نفسه لقد لامست خدها . وظل مذهولا . فلم ينتبه أنها غادرت المكتب مسرعة وتناست معطفها. ظل يبحث عنها لمده ثلاثة أيام إلا أنه وجدها .

الكاتبة سامية علي

تعليقات

التنقل السريع