أيبكي الفولاذ (الجزء الثاني)
أيعقل ! هل تلك زمردة الجميلة ؟ كيف ذلك ؟ هل تلك طفلتي المدللة ؟ ولما وجد وجهها شاحب اللون ، ذهب مهرولاً إليها إلا أنه وجد شخصاً آخر يقترب منها وتفاجئ أنه منافسه في التجارة. ثار غضبه وظل يراقبهم إلى أن صعدوا لشقة بالدور الثالث بعمارة مكونة من عشرة طوابق . إقتحم عليهم الشقة حيث كان الباب مفتوحاً ، وليس مغلقاً ، فزعت زمردة ووقفت مذهولة ، كيف أتي ؟ ومن أين وجد عنوان سكنها الجديد ؟ وفجأة صفق السيد حسن وتقهقه بصوت به بعض من السخريه :تخونينني وتمثلين البراءة ؟ يالكِ من زهرة برية. مملوءة بالشوك المخفي لا يحس بها إلا أن نتلمس أغصانها . بكت زمردة بشدة ولم تنطق ، فإذا بالسيد أحمد يقوم من مقعده ليوقف حديث السيد حسن . منعته زمردة بنظرة من عينيها . لا . نظر بتعجب وبدأ السيد حسن بالثرثرة ، أتبكي لم ؟ أتخجلين ؟ وكيف ؟ فأنتِ بشقة مفروشة ورجل غني وها هو المال . حيث وجد حقيبة مملوءة بالأموال فأخذها وألقاها عليها وتبعثرت الأوراق النقدية بأرضية الغرفة ثم ذهب .كيف لم تدافعي عن كرامتك ؟ أرجوك أستاذ أحمد أذهب الآن ولا تقل له شيئا ، أرجوك أفعل كل ذلك من أجله ، حسنا سأغادر. إتكأت علي ركبتيها باكية بشدة يكاد صوتها يختفي من أثر البكاء. أيعقل أن يظن بي السوء. لا . كيف ؟ وأنا حبيبته نعم إستشعرت حبه مخفياً داخل قسوته . نعم أحببته أنا أيضا في صمت نعم تمنيته. لم تهدأ ومر الوقت إلى أن دقت الساعة الثانية عشر. ودق معها باب شقتها . مسحت دموعها ووقفت بصعوبة من شدة الألم . فتفاجأت بالسيد حسن أمامها . قابلها بعنفوان صافعاً خديها بقسوة شديدة وضربات متتالية ثم حملها وألقاها علي السرير بقوة إلى أن تلفظت آآآه .وبدأ يثرثر خائنة .عاهرة . وكلما قال كلمة كلما مزق قطعة من ثيابها إلى أن وصل لقطعة شفافة حمراء اللون زاهية أثارت شغفه ولم ينتبه للدماء التي تلطخه ، ببادئ الأمر . وإذا به يلاحظه وأصابه الذهول . ما هذا المنظر ؟ هل أجريت عملية جراحية ؟ أأنتِ مريضة ؟ كيف إذاً ضاجعتي ذلك الحقير ؟ أتحملت الألم من أجل المال ؟ لما لم تأتي إليّ ؟ كنت سأدفع أكثر ، إنظري ها هو المال وألقاه عليها ، وإذا بها تثور غضبا كفى.كفى. كفى ثم صمتت لبرهة ، ثم كفى.كفى. كفى .
ألا يكفيك أنني مريضة أيها الغبي أغرب عن وجهي ، لا يحق لك أن تسألني ،أحب من أشاء وأهوى من أشاء ، إتركني لوحدي أرجوك أرجوك. ترك غرفتها مسرعا ثم توقف قليلاً متذكراً نزيفها وأنه يجب أن يقلها الي المشفى . وفجأه سمع صراخها .أحمق غبي كيف ينعت حبيبته بالعاهرة نعم أحسست بحبه المخفي خلف قناع القسوة الذي يرتديه. يا الله وظلت تصرخ وتضرب يديها بحرف السرير الخشبي، لم تعي ما تفعل ولكن ما حدث أنها كانت ترتدي إسوارة كريستال ، تكسرت وجرحت يدها . وظلت تعترف لنفسها أنها تحبه وفعلت تلك الأشياء لأجله. فماذا أقول له ؟. أأقول أنه خسر المناقصة ؟ وأنه فقد مقدار التأمين وأن الشركة قد أفلست. أأقول له إنني تبرعت بكليتي لإبن السيد أحمد مقابل التنازل عن الصفقه.برغم مرضي اللعين ؟ أيعقل أن أهين كرامته ؟ لا. آه يا أمي أين أنت الأن ؟ لما تركتني وحيدة يارب . وإذ فجأة سمعت صراخها جارتها سندس . ذهبت لها فوجدت السيد لم يغادر بعد تعجبت لوقفته مصدوما. سانداً جسده على ظهر الباب . وفجأة جلس أرضا ببطء شديد وقد امتلأت عيناه بدموع توصف باللؤلؤ المنفرط علي الأرض حيث تسمع رنين تساقطه وإصطدامه بالأرض . فاستدارت سندس للخلف لبرهة لتنظر له وتعجبت بعينيه الحمرواتين. فتذكرت زمردة وأسرعت فوجدتها مستلقية ع السرير منهارة تماما ، فألقت عليها سؤالاً، أحسن من بالخارج ؟ ماذا تقولي؟ خذيني للخارج فوراً ، أين هو ؟ أمتأكده أنه ؟ نعم عزيزتي وكان يبكي ، أيعقل ما تقولين ، أويبكي الفولاذ ؟
الكاتبة سامية علي
تعليقات
إرسال تعليق