جرعة من الزمن
الحياة معادلة والزمن مجهول، لا بداية له ولا نهاية ،لا أحد يستطيع حلها .الزمن كلمة سر مكونة من خمسة أحرف أما عن معانيها .عبارة عن بحر إما اسود وإما أبيض أنت وحظك الذي يتلاعب بقدره . فالزمن حرمني من أهلي جعلني أشتاق الى عائلتي أين أنت يا منزلي ؟ فالرائحتك مشتاقة .
أين أنتي يا أماه ؟ فالصوتك مشتاقة .
وأين أنت يا أبتي ؟ فالهيبتك مشتاقة .
وأين وأين وأين ؟ فالتشرد قد أخذني والخوف قتلني والألم كسر أضلعي والدموع جفت ، أما عن الصراخ ، عالق في حنجرتي أين أنتم يا عائلتي ؟ انا عالقة في مكان مظلم اريد رؤيتكم ولا أستطيع أصبحت بدون عائلة يا إلاهي ما يجري لي أهذا هو الزمن ؟ أم القدر ؟أم مااذا؟ اريد إجابة . وكأنني في دوامة لا تنتهي. ليت الأيام تعود فإذا بمنزلي يعود وإذا بعائلتي تعود ليت بكائي عليك أيتها الأطلال يزول . كم هو صعب هذا الزمن ومؤلم في نفس الوقت معانيه جعلتني وحيدة في دنيا مليئة بالبشر جعلني أشتاق لأبي !جعلتي أشتاق حتى لمناداته "أبي"كلمة أصبحت غريبة بالنسبة لي ورب العزة إني إشتقت إليها اين أنت يا ابي ؟ أين دورك في الحياة ؟أصبحت يتيمة الأب وأنت على قيد الحياة ، لماذا يا ابي ؟ ما ذنبي انا .أهذا كله عقاب من الله ام ماذا ؟ أريد جواب. لقد جعلتني الأسئلة مجنونة ، أبي إشتقت إلى نظرة عينيك لي ، إشتقت إلى الحديث معك . وأخبرك كل شيء ، وإلى الجلوس بجانبك ، إشتقت إلى الشعور بالقوة وعانت بجانبي تمنيت أن تحضني الى صدرك لمرة واحدة وتقول لاتخافي با ابنتي انا بجانبك .ألا يحق لي هذا ، لا يحق لي أن يكون لدي أب مثل صديقاتي ، أليس من حقي أن أشعر بإحساس الأب ؟ إنه نعمة من نعم الله وأنا لا أمتلكها . يا أبتي إنك سند الحياة لطفلتك وأنا لا أمتلك هذا السند إنك قوة وأنا ليس لدي هذه القوة ، إنك منشط للروح وانا حرمت من هذا النشاط . لماذا يا أبي ؟ لماذا تفعل بي هذا ؟ جعلتني أشتاق إليك وأنت أمامي ، أشتاق إلى الشعور بوجود الأب ، أتعلمون أني أفقد هذا الشعور . أفتقد إليك كثيرا يا أبي . ها قد هجرتك ابتسم اريد أن تجيبني ! كيف اصبحت حياتك بدوني ؟ تباً لهذه الحياة غير عادلة تباً لها واللعنة عليك فقط أصبح لدي أمنية واحدة ، أن يرزقني الله أب في الجنة أما عن الحياة فدفنت فيها تلك الامنية أتعلمون ! سأخبركم بسر بشرط . تعدونني أن لا تخبرونه ! حسنا أصبحت يتيمة الأب وهو لازال على قيد الحياة .
اتصدقون إني عندما يكون في نفس المكان الذي لا أتواجد فيه أصبح صماء بكماء أحاول أن أراه لكني لا أستطيع ، فقط السواد كله سواد لا استطيع رؤيته . ليتنا نجتمع من جديد أتمنى لكن لم يبقى لي أمل عندما أتذكرك يحرم عليا النوم أما عن وسادتي فتصبح كسحابة قبل أن تمطر وبه الماضي يعود كشريط سينمائي في مخيلتي فالتساؤلات دمرتني قتلتني جعلتني منفصمة .أبي في غيابك كنت أدعي بالقوة وكأنه لم يحدث شيئ أنا بخير، أنا على ما يرام ، نعم أدعي وكأنني لا أبالي ، لا يهمني غيابك لكن في الحقيقة قد دمرني قتلني كسر ضلوعي غيابك يا ابتاه شل يدي اليمنى ، تمزقت لماذا يا أبي جعلتني أتألم لغيابك ؟ نيران قلبي إشتغلت أنقذني يا أبي ساعدني أرجوك وأطفئ هذا الحريق بوجودك جانبي ، أين أنت ؟ فأنا قد إحترقت ،أريدك وبشدة . ياليت أنك ميت على الأقل أفقد الأمل ويموت اشتياقي اليك كلما أراك يزداد الحريق بداخلي ، إشتقت لحديثك معي انا ابنتك الكبرى يا أبي ، فرحتك الأولى .
أنا التي هجرتك في عز إحتياجها لك ، يا إلاهي أأبكي أم أضحك على حالي هذا. هذا هو الزمن الذي يتكون من خمسة احرف ! لماذا يا ابي جعلت لي ندبة في قلبي وفراغ عميق ؟ هجرتني وأنت تعلم أني محتاجة اليك كثيراً هجرتني بتصرفاتك وأفعالك . لماذا يا أبي ؟ لم أكن أريد كل هذا الألم ، كنت أتمنى أن يتوقف الزمن قبل أن تموت في قلبي . ياليته توقف قبل تلك اللحظة . حاولت النسيان والتحايل على نفسي ولكن بدون جدوى . جعلتني أصاب بعمى الألوان فالعالم أصبح لي بياض والبشر سواد ، أهذا هو الزمن الذي تتكلمون عنه ؟! أهذا هو ؟! اللعنة عليه .
أما عن أمي فهي الروح هي القلب هي مفتاح السعادة . جرعة الفرح لكن الزمن جعل منها امرأة عجوز فقط صورة حية من أجلنا أما عن داخلها في حفلة شواء لا أكثر . دمار شامل محطمة أمي إني أحترق عليك وعلى حالكِ ، أمي إشتقت إليكِ . إشتقت إلى روحك الجميلة إلى تلك الابتسامة التي لا تفارقك . النابعة من أعماق القلب . حقا إشتقت إلى نشاطك وحركاتك . إشتقت لكي حقا الى أمي القديمة التي أخذها الزمان عني الى أعماق البحر الأسود ولا أحد يستطيع إنقاذها أريد أن أخرجك من هذا المأزق من الغرق ولم أستطيع يا أمي فقد هجرتك قبل الأوان . آسفة يا قلبي لا أريد ذالك فكل هذا فوق طاقتي . أتضنين أني سعيدة بهذا الحال ؟ أتضنين أني سعيدة وأنا بعيدة عنكي يا أماه ؟ إني أتقطع لبعدي عنكِ . أشتاق إلى أن أنهض من النوم على صوت صراخك الدائم (هيا انهضي يا كسوولة ...) . إشتقت إلى الجلوس على طاولة الطعام ، تلك البسيطة. وعلى ذاك الفراش الأرضي البسيط . إشتقت الى حكاياتك الجميلة والنكت قبل النوم وليس السماعات وألم وقهر وبكاء على الأطلال حتى منتصف الليل والنهوض المتأخرة وإشتقت الى ذالك الشعور. الشعور بالإطمئنان وراحة البال وأنا معكم في بيتنا البسيط . يا الله ماذنبي أن أُحرم من هذا كله . ما ذنبي ، أنا بريئة . إشتقت إلى زوايا المنزل . أمي أرجوكِ سامحيني لم أكن تلك البنت الكبرى المطيعة المثالية ، لم أستطيع الوقوف بجانبك في أسوء حالتكِ . آسفة يا أماه أرجوكِ سامحيني أنتِ تعلمين جيداً ما سبب هجرتي عنك . تعلمين فوق طاقتي كل ما يحدث أنا أيضا تمنيت أن أبقى بجانبكم ومعكم . أتمنى أن تعود تلك الأيام التي كنت أجلس فيها معكم في مائدة واحدة كأننا عائلة ! نعم لا تستغرب . أيها القارئ مائدة الطعام تلك التي تجلس عليها أنت كل يوم وأمك وأبيك من حولك . تلك المائدة التي كنت تغضب عن الأكل عند حزنك من شيئ .أنا أتمناها وأشتاق إليها ولم أجدها فاحتفظ بتلك النعمة ، فالبعض يتمناها ولا يجدها .
صحيح فراق أحد الوالدين أمر صعب جدا لكنه ليس أصعب من فراقه وهو لايزال على قيد الحياة ، فهو شعور مؤلم للغاية على الأقل عندما يكون ميت يقسى قلبك عن عودته ويموت معه الأمل فهو ميت أمام كل البشر ليس أمامك فقط ، هذا هو الصعب أن يكون اقرب شخص لك في عينيك وقلبك فما أصعب هذه الحرقة عندما تبكي لأنك مشتاق له لكنه موجود ، تفتقده بشدة صعب للغاية ومؤلم حتى عدوي لن اتمنى له هذا الشعور فالزمن يلعب معنا أم يتلاعب بنا ، ربما كان درس لي والفراق قطع حبل الوريد والموعد قد حان والفراق كان حليف لنا والخيبات كانت واجبة علينا ، لكن أخشى أن تطول المدة ، لا ادري متى رحيلي عنكما ( أمي وأبي) عاجلا ام آجلا رغم رغبتي للرجوع الى الماضي قدرها رغبتي لرؤية الحاضر لكن أعدكما أني ساكون أجمل عائلة وأزرع فيها كل ما حرمت منه وسأهتم باأطفالي ولن أجعلهم يضيعوا من بين يدي .أمي أعدك أن أكون أفضل أم، وأقوى أم ، مثلك تماماً وسأجعل أطفالي تحت جناحي لايفارقونني أبداً .
أبي أعدك أنني سأحاول أن أختار لهم أباً أحسن وأفضل منك ،وأجعله قدوة لي ولأطفالي ولن أجعلهم يمرون بما مررت به أنا . ورب العزة لن أجعل أطفالي يهجرونني ، وستكون لدي أجمل عائلة وسازرع فيها الحب والحنان والهدوء النفسي ، أبي أعدك أني لن أخبر أطفالي عنك . وإن سألوني ساقول لهم جدكم توفي قبل ولادتي ولا أعرف عنه شيئ . لأنني لا أعلم ما أقوله عنك . أاقول لهم جدكم كان أباً ظالماً ؟ أم أقول أني أكره جدكم ؟ أم أقول لهم جدكم كان أباً سيئاً ؟ أم أقول لهم إن جدكم جعل منا قوارب هشة فارغة في بحر اسود ؟ ماذا أقول ؟ لاشيئ فيك جميل أرويه لأطفالي اذاً . سأخبرهم أنك ميت لكي لا يسألوني عنك أبداً . هكذا لا أتذكر الماضي الأليم ، ولكي لا أقول لهم جدكم جعل مني شخص منفصم ووحيد .
كلمة أخيرة ، كل هذه العبارات كانت تجارب من هذا الزمن ، لابأس ياصغيرتي قد فات الأوان ، وبقيت الأشواك مغروسة فقط ، وحتى الأوراق التي سقطت منها أتى الريح وأخذها ، ومصيرك مجهول، فإجعليه أحسن من ماضيك ، وكوني قوية لأجلك .
أين أنتي يا أماه ؟ فالصوتك مشتاقة .
وأين أنت يا أبتي ؟ فالهيبتك مشتاقة .
وأين وأين وأين ؟ فالتشرد قد أخذني والخوف قتلني والألم كسر أضلعي والدموع جفت ، أما عن الصراخ ، عالق في حنجرتي أين أنتم يا عائلتي ؟ انا عالقة في مكان مظلم اريد رؤيتكم ولا أستطيع أصبحت بدون عائلة يا إلاهي ما يجري لي أهذا هو الزمن ؟ أم القدر ؟أم مااذا؟ اريد إجابة . وكأنني في دوامة لا تنتهي. ليت الأيام تعود فإذا بمنزلي يعود وإذا بعائلتي تعود ليت بكائي عليك أيتها الأطلال يزول . كم هو صعب هذا الزمن ومؤلم في نفس الوقت معانيه جعلتني وحيدة في دنيا مليئة بالبشر جعلني أشتاق لأبي !جعلتي أشتاق حتى لمناداته "أبي"كلمة أصبحت غريبة بالنسبة لي ورب العزة إني إشتقت إليها اين أنت يا ابي ؟ أين دورك في الحياة ؟أصبحت يتيمة الأب وأنت على قيد الحياة ، لماذا يا ابي ؟ ما ذنبي انا .أهذا كله عقاب من الله ام ماذا ؟ أريد جواب. لقد جعلتني الأسئلة مجنونة ، أبي إشتقت إلى نظرة عينيك لي ، إشتقت إلى الحديث معك . وأخبرك كل شيء ، وإلى الجلوس بجانبك ، إشتقت إلى الشعور بالقوة وعانت بجانبي تمنيت أن تحضني الى صدرك لمرة واحدة وتقول لاتخافي با ابنتي انا بجانبك .ألا يحق لي هذا ، لا يحق لي أن يكون لدي أب مثل صديقاتي ، أليس من حقي أن أشعر بإحساس الأب ؟ إنه نعمة من نعم الله وأنا لا أمتلكها . يا أبتي إنك سند الحياة لطفلتك وأنا لا أمتلك هذا السند إنك قوة وأنا ليس لدي هذه القوة ، إنك منشط للروح وانا حرمت من هذا النشاط . لماذا يا أبي ؟ لماذا تفعل بي هذا ؟ جعلتني أشتاق إليك وأنت أمامي ، أشتاق إلى الشعور بوجود الأب ، أتعلمون أني أفقد هذا الشعور . أفتقد إليك كثيرا يا أبي . ها قد هجرتك ابتسم اريد أن تجيبني ! كيف اصبحت حياتك بدوني ؟ تباً لهذه الحياة غير عادلة تباً لها واللعنة عليك فقط أصبح لدي أمنية واحدة ، أن يرزقني الله أب في الجنة أما عن الحياة فدفنت فيها تلك الامنية أتعلمون ! سأخبركم بسر بشرط . تعدونني أن لا تخبرونه ! حسنا أصبحت يتيمة الأب وهو لازال على قيد الحياة .
اتصدقون إني عندما يكون في نفس المكان الذي لا أتواجد فيه أصبح صماء بكماء أحاول أن أراه لكني لا أستطيع ، فقط السواد كله سواد لا استطيع رؤيته . ليتنا نجتمع من جديد أتمنى لكن لم يبقى لي أمل عندما أتذكرك يحرم عليا النوم أما عن وسادتي فتصبح كسحابة قبل أن تمطر وبه الماضي يعود كشريط سينمائي في مخيلتي فالتساؤلات دمرتني قتلتني جعلتني منفصمة .أبي في غيابك كنت أدعي بالقوة وكأنه لم يحدث شيئ أنا بخير، أنا على ما يرام ، نعم أدعي وكأنني لا أبالي ، لا يهمني غيابك لكن في الحقيقة قد دمرني قتلني كسر ضلوعي غيابك يا ابتاه شل يدي اليمنى ، تمزقت لماذا يا أبي جعلتني أتألم لغيابك ؟ نيران قلبي إشتغلت أنقذني يا أبي ساعدني أرجوك وأطفئ هذا الحريق بوجودك جانبي ، أين أنت ؟ فأنا قد إحترقت ،أريدك وبشدة . ياليت أنك ميت على الأقل أفقد الأمل ويموت اشتياقي اليك كلما أراك يزداد الحريق بداخلي ، إشتقت لحديثك معي انا ابنتك الكبرى يا أبي ، فرحتك الأولى .
أنا التي هجرتك في عز إحتياجها لك ، يا إلاهي أأبكي أم أضحك على حالي هذا. هذا هو الزمن الذي يتكون من خمسة احرف ! لماذا يا ابي جعلت لي ندبة في قلبي وفراغ عميق ؟ هجرتني وأنت تعلم أني محتاجة اليك كثيراً هجرتني بتصرفاتك وأفعالك . لماذا يا أبي ؟ لم أكن أريد كل هذا الألم ، كنت أتمنى أن يتوقف الزمن قبل أن تموت في قلبي . ياليته توقف قبل تلك اللحظة . حاولت النسيان والتحايل على نفسي ولكن بدون جدوى . جعلتني أصاب بعمى الألوان فالعالم أصبح لي بياض والبشر سواد ، أهذا هو الزمن الذي تتكلمون عنه ؟! أهذا هو ؟! اللعنة عليه .
أما عن أمي فهي الروح هي القلب هي مفتاح السعادة . جرعة الفرح لكن الزمن جعل منها امرأة عجوز فقط صورة حية من أجلنا أما عن داخلها في حفلة شواء لا أكثر . دمار شامل محطمة أمي إني أحترق عليك وعلى حالكِ ، أمي إشتقت إليكِ . إشتقت إلى روحك الجميلة إلى تلك الابتسامة التي لا تفارقك . النابعة من أعماق القلب . حقا إشتقت إلى نشاطك وحركاتك . إشتقت لكي حقا الى أمي القديمة التي أخذها الزمان عني الى أعماق البحر الأسود ولا أحد يستطيع إنقاذها أريد أن أخرجك من هذا المأزق من الغرق ولم أستطيع يا أمي فقد هجرتك قبل الأوان . آسفة يا قلبي لا أريد ذالك فكل هذا فوق طاقتي . أتضنين أني سعيدة بهذا الحال ؟ أتضنين أني سعيدة وأنا بعيدة عنكي يا أماه ؟ إني أتقطع لبعدي عنكِ . أشتاق إلى أن أنهض من النوم على صوت صراخك الدائم (هيا انهضي يا كسوولة ...) . إشتقت إلى الجلوس على طاولة الطعام ، تلك البسيطة. وعلى ذاك الفراش الأرضي البسيط . إشتقت الى حكاياتك الجميلة والنكت قبل النوم وليس السماعات وألم وقهر وبكاء على الأطلال حتى منتصف الليل والنهوض المتأخرة وإشتقت الى ذالك الشعور. الشعور بالإطمئنان وراحة البال وأنا معكم في بيتنا البسيط . يا الله ماذنبي أن أُحرم من هذا كله . ما ذنبي ، أنا بريئة . إشتقت إلى زوايا المنزل . أمي أرجوكِ سامحيني لم أكن تلك البنت الكبرى المطيعة المثالية ، لم أستطيع الوقوف بجانبك في أسوء حالتكِ . آسفة يا أماه أرجوكِ سامحيني أنتِ تعلمين جيداً ما سبب هجرتي عنك . تعلمين فوق طاقتي كل ما يحدث أنا أيضا تمنيت أن أبقى بجانبكم ومعكم . أتمنى أن تعود تلك الأيام التي كنت أجلس فيها معكم في مائدة واحدة كأننا عائلة ! نعم لا تستغرب . أيها القارئ مائدة الطعام تلك التي تجلس عليها أنت كل يوم وأمك وأبيك من حولك . تلك المائدة التي كنت تغضب عن الأكل عند حزنك من شيئ .أنا أتمناها وأشتاق إليها ولم أجدها فاحتفظ بتلك النعمة ، فالبعض يتمناها ولا يجدها .
صحيح فراق أحد الوالدين أمر صعب جدا لكنه ليس أصعب من فراقه وهو لايزال على قيد الحياة ، فهو شعور مؤلم للغاية على الأقل عندما يكون ميت يقسى قلبك عن عودته ويموت معه الأمل فهو ميت أمام كل البشر ليس أمامك فقط ، هذا هو الصعب أن يكون اقرب شخص لك في عينيك وقلبك فما أصعب هذه الحرقة عندما تبكي لأنك مشتاق له لكنه موجود ، تفتقده بشدة صعب للغاية ومؤلم حتى عدوي لن اتمنى له هذا الشعور فالزمن يلعب معنا أم يتلاعب بنا ، ربما كان درس لي والفراق قطع حبل الوريد والموعد قد حان والفراق كان حليف لنا والخيبات كانت واجبة علينا ، لكن أخشى أن تطول المدة ، لا ادري متى رحيلي عنكما ( أمي وأبي) عاجلا ام آجلا رغم رغبتي للرجوع الى الماضي قدرها رغبتي لرؤية الحاضر لكن أعدكما أني ساكون أجمل عائلة وأزرع فيها كل ما حرمت منه وسأهتم باأطفالي ولن أجعلهم يضيعوا من بين يدي .أمي أعدك أن أكون أفضل أم، وأقوى أم ، مثلك تماماً وسأجعل أطفالي تحت جناحي لايفارقونني أبداً .
أبي أعدك أنني سأحاول أن أختار لهم أباً أحسن وأفضل منك ،وأجعله قدوة لي ولأطفالي ولن أجعلهم يمرون بما مررت به أنا . ورب العزة لن أجعل أطفالي يهجرونني ، وستكون لدي أجمل عائلة وسازرع فيها الحب والحنان والهدوء النفسي ، أبي أعدك أني لن أخبر أطفالي عنك . وإن سألوني ساقول لهم جدكم توفي قبل ولادتي ولا أعرف عنه شيئ . لأنني لا أعلم ما أقوله عنك . أاقول لهم جدكم كان أباً ظالماً ؟ أم أقول أني أكره جدكم ؟ أم أقول لهم جدكم كان أباً سيئاً ؟ أم أقول لهم إن جدكم جعل منا قوارب هشة فارغة في بحر اسود ؟ ماذا أقول ؟ لاشيئ فيك جميل أرويه لأطفالي اذاً . سأخبرهم أنك ميت لكي لا يسألوني عنك أبداً . هكذا لا أتذكر الماضي الأليم ، ولكي لا أقول لهم جدكم جعل مني شخص منفصم ووحيد .
كلمة أخيرة ، كل هذه العبارات كانت تجارب من هذا الزمن ، لابأس ياصغيرتي قد فات الأوان ، وبقيت الأشواك مغروسة فقط ، وحتى الأوراق التي سقطت منها أتى الريح وأخذها ، ومصيرك مجهول، فإجعليه أحسن من ماضيك ، وكوني قوية لأجلك .
الكاتبة مروى سعودي
تعليقات
إرسال تعليق