لِمَ جِئْت ؟
لِمَ جِئْت ؟ مَاذَا أَتَى بِك ؟
هَلْ شَعَرْتَ بالعناء وَأَنْت
تَصْعَد عَلَى أَشْلَاء كَلِمَات
الْقَهْر ؟
هَات مَاذَا تَحْمِل إلَيْنَا مِنْ كَوَارِث
ونكبات. وَكَم وَكَمْ فِي جعبتك
مِن وَعُود وَكَذَّب وَنِفَاقٌ
وَتَزْيِيف الْحَقَائِق
أَرَاك لاتحمل حَتَّى زَادَ يَوْمِك
وَتَحِلّ عَلَيْنَا ضَيْفٌ ثَقِيلٍ عَلَى
قُلُوبِنَا
فَرْضٌ عَلَى أَخْلَاقُنَا وقيمنا
وَمَبَادِئ الْكَرْم
أَصْبَحْنَا نمنحك مِن قُوَّتَنَا وَقُوت
أَوْلَادِنَا
كَم تجيد مِنْ الْحِيَلِ والطرائف ؟
وَكَم لَدَيْكَ مِنْ أقْنَعَه وَجِلْبَابٌ ؟
أَنْت لَسْت نَبِيٌّ مُرْسَلٌ
أَطْمَئِن لَهُ الْخَلْقُ بِنِدَاء الْحَقّ
اللَّهُ أَكْبَرُ ..
سَكَنَت الْأَفْئِدَة وَطَن واوطان
لَم يَرْحَل مِنْهُ إنْسَانٌ قَسْرًا
أَو فَرَّ مِنْ الظُّلْمِ أَوْ ظِلٍّ يُبْحَث
عَن لُقْمَة عَيْش فِي بَقِيَّةِ الْبُلْدَان
وَلَم يهتان
لَمْ يَكُنْ فِينَا لاجِئ أَو نازِح أَو مُشَرَّد
وَطَن لَمْ يَكُنْ فِيهِ قَلَقٌ أَو ذُعِر
مِن الْبَطْش أَوْ مِنْ الْمُسْتَقْبَلِ .
وَلَم يُسَلِّط ضِدّ خَلَقَ اللَّهُ الْخَوْف
وَالْمَكائِد وَالْفِتَن وَقَطَع الزَّاد
لِأَجْل الْبَقَاء
انْتَشَرَ الدِّينُ وَلَمْ يَنْتَشِرْ
الْعَسْكَر لترويع المطمئنين
شُيِّدَت الماذن وَالْحُصُون وَالْقِلَاع
لصد الغزات
وَلَم تشيد ضِدّ ابْنَا الْبَلَد
أَصْبَحْت السُّجُون تَسْتَوْعِب
نِصْفِ عَدَدِ سُكَّانِ البَلَدِ
ثُمّ ارتقئ وَبَات الْبَلَدِ كُلِّهِ سُجِن
اللَّهُ أَكْبَر . .
لِمَا لايقلق الظُّلْم ؟
بَات اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَيْك الْكَلِمَة
الَّتِي تَرَدَّدَ فِي أَنْحَاءِ الْبِلَاد
بَدَلًا مِنْ نِدَاءِ المأذن
اللَّهُ أَكْبَرُ . .
شَيَّد السُّجُون جِوَار الْقُصُور
وَحَتَّى وَسَطِ الْبَلَدِ بين الديار
بَدَلًا مِنْ الْجَامِعَات والمشافي
والمُنْشَآت وَالْمَدَارِس وَدُور الْخِدْمَات
وفرص الْعَمَل
شَغَلَتْنَا فِي تَحْقِيقِ نزواتك
وطموحاتك والافراط في مدحك
بان إسْمُك يُرَدِّد أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ
نَسِينَا كُلَّ شَيِّ
وَجَدْنَا أَنْفُسَنَا ضَائِعِين دَاخِل
وَخَارِج الْبِلَاد
وكم نَخْشَى أَنْ نَقُولَ تَنَحَّى
سَوْف تَغْضَب غَضِب شَدِيداً
وتحطم كل الْبِلَاد
وَتَجْعَلُه آثَارٌ مِنْ الدَّمَار وَالْخَرَاب
اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَيْك .
الشاعر جَمِيل عَبْدِ الْقَوِيِّ
تعليقات
إرسال تعليق