مقتطف من رواية الحب القذر
أيها الشاعر المتألق الذي ينسج الحلم الجميل بإيحائه، أيها العاشق الولهان في عمق شجوني، أنت وحدك تغريني باشتهاءاتك وبدفء كلماتك تحت غطاء الود الوارف، وتصنع الانتشاء في ذاتي التواقة للغرام، بل أنت رب الحب تحي الرغبة وتفجر الشغف في الأنوثة التي تعانق حروفك الملتهبة فتكفر بالموت، هل تعلم أني أحترق ببرودة نورك في النهار، وأشتعل في الليل بوهج ما تنثره وخزات قلمك السرمدي على جسدي؟ هي الغبطة التي تتأجج في جوف إمرأة تتمناك يا هذا، أنا المرأة المتوشحة بعزيمة من جنون، أقدس الخليل كما تقدس الراهبة أناجيل السحر في ملكوت اللاهوت، وأحضن شهقات الحرف الجميل في أوكار بوح العاشقين المشتعلة لأتطهر أكثر، أنت الغاوي في الصدر كحلاوة طعنة الموت شوقا للقياك، تصنع العشق بشهقات الروح التي تريدك، أراك من بعيد وأنت أقرب تكتسح مكامن الرغبة في جسدي العطشان، هذا الجسد الذي ينتظر منك الكلمة الثاقبة، تلقيها في أحشاء امرأة يشتهيها الجنون، وتغتسل بانصهارات الحبر والإيحاء، هو البوح يا شاعري ينتظر أن يرويه البوح بلسان راويك، فاسكني كالمارد ولا تخنس، واكتب طلسمك على مكامن رغبتي حتى لا أكون في أبد العاشقين لغيرك، لقد تبت من جميع الرجال إليك، فاحضني، أنا لست بساحرة يا سيدي، فقط عندما أصلي في محراب حروفك أشعر أني أمتلك هذه القوة الرهيبة التي تصنع دهشتي قبل أن تعتريك .
الكاتب مختار سعيدي
تعليقات
إرسال تعليق