القائمة الرئيسية

الصفحات

أيبكي الفولاذ (الجزء الخامس) الكاتبة سامية علي


 أيبكي الفولاذ (الجزء الخامس)

زمردة . زمرد . كرر إسمها ولم تسمعه ، فإضطر للذهاب للخارج ، فقد غفت وهي جالسة زمردة إستيقظي . لم تنتبه لندائه أيضاً ، جلس بجانبها وحينما نظر لعينها وهما غارقين بنوم عميق ، تمتم بآهات لم يسبق أن فعلها معبراً عن خطئه حين تركها وهاجر ، وأخذ يداعب شعرها المنسدل علي ظهرها بلمسات عاشق مبتسماً وعينه تلمع بدموع حبيسه داخلها إستشعرت وجوده فقامت من علي درج السلم ، عفواً سيدي غفوت بالغصب ، لا بأس عزيزتي هيا للداخل حسن ! نعم ما الذي تنوي على فعله ولما جأت لمصر ثانية ؟

أنا... أنا!!! 

ماذا سيدي

وظل على ذلك الحال أنا... أنا

فقاطعته زمردة... أتشرب القهوه معي!

نعم جيد جداً . ذهبت لعمل القهوة وظلت تفكر عما يجور بفكر السيد حسن وما الذي ينوي فعله ، ظنت وقتها بأنه أمر سئ فهي دائما تخمينها جيد. وهي واقفه تقوم بتحضير القهوة ، نظرت لنفسها ، وتهامست يجب أن اغير ملابسي  ، كانت وقتها ترتدي جيبة قصيره وبلوزة شيفون ناعمة لونها أوف وايت معروف عنها الأناقه وكانت من أهم صفاتها ،ولكن أحست بخجل من تغير ملابسها دون سبب ، وبعد أن إنتهت من القهوه خرجت وسكبت على ثيابها كأس الماء . مافتعله ذلك دون قصد لتبرر لما ستبدل ملابسها .أسرعت إلى غرفتها بعد أن إستأذنت منه ، وإرتدت عبائة رمادية اللون معقولة الوسع ورمت علي شعرها شال وردي اللون . تعجب حسن فأول مرة يراها بذلك الشكل ، ولم يكتفي بالذهول بل تغازل بها ببعض الكلمات الخفيفة خوفا من أن تخجل، وظل يحدثها عما حدث له بأمريكا وأنه جاء بسبب أن المال الذي كان معه قد نفذ والسفارة هي من أرسلته إلى مصر ، ووسط حديثها عرض عليها أن يعيش معها بشقتها .أوقفته قائلة وبأي صفة ستعيش معي هنا؟! وأين المشكلة عزيزتي أنحن صغار ، رددت نفس سؤالها بأي صفه ؟ ماذا هناك أليس على لسانك غير ذلك ،أنا حبيبك ، صديقك ، كنت رئيسك بالعمل. أختاري من تشأين وبعد ؟ قالت ذلك زمرده وهي مستأءه منه وبعد ماذا تقصدين؟ سيدي أن أمرأة عزباء ولا أملك غير سمعتي ، أقول لك تزوجني ، ماذا تقولين؟ تزوجني كما سمعت! وضحكت بسخريه تامه ! 

لالا لا أستطيع أنتي مكستي بالمشفى علي ما يقرب من سنتين وكنت بغيبوبه لا تحسين ولا ترين من حولك ،وكنت بنفس المشفى الذي حدث به حادث الاغتص... 

صرخت زمرده قبل أن يكمل كلمته ، كفى وأغرب عن وجهي،إتجه إليها وأمسك ذراعيها بقوة ، أحبك ولكن أنا تفكيري كذلك القروي الذي تربى بقرى الصعيد سامحيني . نظرت إليه وعيونها تفيض بالدموع ، أسامحك بتلك البساطة تقول أسامحك . لا أسفه ! أتعلم . أنا أيضاً تلك الطفلة التي تتشبث بقرارها وتلك المرأه التي تحتفظ بكبريائها ، وتلك المصرية التي يهمها سمعتها وتلك المرهفة المدلله التي ، لا يهمها ثرثرة البعض . ولكن أن تحبني وتسكن معي دون أن تربطنا علاقة رسمية ، لا وألف لا ،  وإن كنت أنت نبض قلبي وبدونك أفقد حياتي ، وذهبت  زمردة متجة إلى الباب ، ونادت عليه بنبرة خائبة الأمال ، هيا حان وقت خروجك من قلبي ! خرج مسرعاً ولم يدري إلى أين يذهب .ثم فجأة نادت عليه بلهفة . حسن إنتظر تزوجني وستعلم وقتها إنني كما أنا طاهرة لم يمسني أحد ، وقف مذهولاً من إصرارها علي زواجها به ، فسألها ماذا بكِ ، أجابت أنت أنا هذا ما بي سيد حسن .

الكاتبة سامية علي

تعليقات

التنقل السريع